هناك الكثير من العلاقات التي نتوسم فيها الخير، نتمنى أن تبقى كما هي
بكل الحب الموجود بداخلنا، بكل السعادة التي نشعر بها فى ظل رحاب ذلك الصديق، ذلك الذى
يعطينا الحب والأمل والسند والسعادة وكل معنى جميل تعنيه علاقتنا به، نظن أن الوقت
سيمر كما هو بدون أى أمواج تعكر صفو هذه العلاقة....
حتى يحدث شيء بسيط أو ربما معقد وهنا نشعر
بالألم، وكأن دروب الدنيا جميعها تضيق علينا، بالخوف وعلى الارجح نشعر بفقدان الأمان
التام، لم نتوقع منه أن يصيبنا بالألم والأذى، ولم نتوقع أى سوء تمر به علاقتنا، فهل
كانت من البداية خطأ، أم كان اختيارنا خاطئ، أم نحن لا نستحق وجودهم، ماذا حدث..؟؟؟
نسير هنا وهناك ويعصف الألم بدواخلنا، ويهلك قلوبنا، ويعاودنا السؤال مرة أخرى: لماذا يا صديقي...؟
إلى أن جاء لخاطري بعض الأفكار التي قد
تشفي الألم بداخلي، وتساعدني على العودة من جديد، تجيب على اسئلتي المتكررة إلى نفسي
ولمن حولي:-
أن كل العلاقات القوية الجميلة لابد أن
تمر ببعض الصعاب والمشكلات لكي ندرك أهميتها ،وعظمة وجودها فى حياتنا.
فعندما تنظر إلى مياه النيل تسحرك بجمالها، وامتدادها من جنوب القارة إلى شمالها، وهى متماسكة قوية من الشاطئ إلى الشاطئ، تسير فى الأماكن جميعها أضيقها وأوسعها، لا تترك بعضها البعض إلا بفعل تدخل الإنسان وإنشاء الطرق وهكذا، فعلاقتنا كالمياه ياصديقي لابد أن تسير كما هي بين الشواطيء فى كل الأماكن والبلاد، لكن أحيانا يصيبها الضعف وتدخل بعض المشكلات كتدخل الإنسان الذى يصيب نهر النيل والإنقطاع عن امتداده، تصيبنا الصعاب وتفعل بنا فعلتها.
لكن لابد أن نعاود بعد فترة ليست بالبعيدة الوصال من جديد، نتحادث ونعاتب بعضنا البعض، لا نسمح لمياه الكره أن تتخللنا وتصيبنا للحد الذي يصعب الرجوع عنه مرة أخرى، نحن كالبنيان يا صديقي؛ خلقت الصداقة لتمدنا بالمودة، وتعيننا على الخير، لتكون لنا السند والدعم، لنعيش فى دروب الحياة جميعها سويا، نعيش في أضيقها بمنتهى الرضا والسند، ونعيش فى أوسعها بمنتهى السعادة والأمل.
خلقنا لنتشارك الدنيا معًا ونعمل من أجل الآخرة، لكى نتصاحب هناك في الجنه، أتمنى لو تكون صداقتنا كصداقة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر الصديق، وإن لم تكن تلك العلاقة عظيمة وقوية لما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صديق!
لكنه كان يعيطنا مثالًا عظيمًا على أهميه الصداقة
وجمالها .
أعدك أن تظل حبال صداقتنا ممتدة أبد الدهر...
إبداع الكاتبة\ سهيلة سيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق