الأحد، 5 مارس 2017

خاطرة - إلى المريخ


⁠⁠⁠


أخبرني صديقي ما المغزى وراء وجود الكائنات ملاصقة للأرض؟
أعلم أنها الجاذبية المزعجة.. ولكن ما الفائدة منها سوى الانفصال عن الفضاء!


النجوم.. الكواكب.. المجرات.. ونعم، ذلك الثقب الأسود والفراغ العملاق.. جميعها أعجزت عقلي عن التفكير لأيام!

كم أحببت الحملقة ليلًا في وجه النجوم تخاطب القمر، حتى يُعيد للشمس نورها المشرق على الأرض.


وعلى الرغم من عدم وجود حصة "الفضاء" كما العلوم والرياضيات، إلا أنه عندما طُلب منا بالمدرسة اختراع شيئًا يساهم في تطوير العالم وتحسين حال شعوبه -أو المهاجرين إليه في اعتقادي- لم أجد أمامي إلا التفكير بالفضاء الخارجي، وكان شغفي به حينها قد وصل إلى أقصاه، حتى أنه لم يخطر لعقلي الطفولي الساذج إلا صناعة طائرة فضائية بأقراص الحاسوب، يتصدرها لافتة مدوّن عليها رقم الرحلة يعلوها "إلى المريخ" مع رسومات كرتونية تزينها.

عندما دخلت الصف في اليوم الذي يليه، لم أرى سوى رسومات تعبر عن كيفية تحصيل الذرة، وتوفير الطعام، وتحسين الصناعات والتجارة، وكيفية تحويل الماء المالح إلى عذب!

وأنا أقف بالمنتصف حاملة الشيء الذي سيأخذنا إلى عالم موازي بعيدًا عن هذا كله.. حيث لا جوع ولا فقر..

لا أتذكر بعدها سوى توبيخي من المعلمة، وأنه لم يتبقى من الطائرة إلا اللافتة.

والآن وبعد مرور سنوات لا أجد أمامي سوى الاعتذار.

أعتذر للطفلة التي كنت عليها يومًا ما،

أعتذر لعدم إيماني بأحلامك الوردية وتحطيمها في مجال آخر،

وعلى الرغم من ذلك ما زال هناك جزء منك داخلي، يؤمن تمامًا أنه سوف يذهب بك حتمًا "إلى المريخ".


إعداد/ داليا عبدالوهاب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق