![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhFJT8FHEoqQuccJgPBXn82E7-D2n5OkUJ5LsGBoXOL60EDhegaaEO_2KNps4QDA35BHIU40wLOAqEe_nToE1pcj64MnlRIlgo8sEn6chEESZWiacfIFoszgHBc2Uqx9YXFVAcylyigKNw/s320/18387251_120332000647749483_1288038343_n.png)
كل شيء يبدأ من بضع كلمات في كتاب شيق، لتجد نفسك فجأة
تسبح في عوالم أخرى ليس أحدها عالمك.. عوالم سبق وسبح بها الكاتب وقرر أن يشاركك
عظمتها وجمالها، وأن يساهم بكلماته في بناء عالم جديد داخلك.
دائمًا ما أتذكر الاقتباس القائل "قيمة الكتب ليست في
كمالها الفني، بل في استطاعتها أن تعيش في حياة طائفة من البشر" فتمر على
ذهني كل تلك المواقف والمحن التي ما كنت لأستطيع التعامل معها في الحياة لولا أنني
عايشتها قبلًا على صفحات الكتب؛ فأشعر أنني مدينة لهذا الكتاب، مدينة أنا لكل
الكلمات التي قد قرأتها يومًا، لكل تلك الحيوات التي عشتها.. للأيام التي حلّقت
بها في فلورنسا مع (دان براون)، وللغات الحب التي أجدتها على يد (جاري تشابمان)،
ولكل السلام الذي حل بقلبي حينما تعلمت قواعد العشق التي خطتها (إليف شافاق).
أصدق في بعض الأحيان أن الكتاب اختارني، أنه كان
ينتظرني، وأنه يعلم جيدًا إن كنت أحتاجه، وأحتاج لكل تلك الأفكار التي راودتني من
خلاله، وأحتاج لأن أنظر الآن تحديدًا إلى تلك الحياة المسطورة على الأوراق وأن
أعيش تفاصيلها، وكأنه كان يعلم كم كنت أحتاج لكل تلك الطاقة التي يمدني بها..
لازلت أذكر كم عدد المرات التي قررت بها قراءة كتاب فوجدت الكتاب يقرأني، وجدت
كلماته تتوغل داخل عقلي، وأفكاره تجول بوجداني وتجد كل الأفكار التائهة وتحولها
كلمات لتضعها نصب عيني، كم من مرة استطاع الكتاب أن يمتص غضبي؟! وكم من مرة استطاع
الكتاب أن يصف حبي؟!.. لا أحد يستطيع التوغل داخلي وقرائتي كما يفعل الكتاب.
الكتاب تجربة وعقل وحياة.. يمكنني أنا الصغيرة في العمر
أن أقرأ كتابا فأمر بألف حياة، وأعيش ألف تجربة، وأصادق العديد من البشر، يمكنني
أنا ابنة القرن الحادي والعشرين أن أمر بساحة معركة في العصر الفاطمي، وأن أشارك إنسان
العصر الحجري دهشته باكتشاف النار.
لذا فأن تكون
قارئًا يعني أن تحمل بداخلك شغفًا يمدك بالحياة.. أن تكون قارئًا يعني أن لكل
مشكلة كتاب.. أن تكون قارئًا يعني كل كتاب يصنع منك إنسانًا جديدًا.. أن تكون قارئًا
يعني أنك قادر على التوحد بالكون من خلال الكلمات.
إعداد/ دنيا يحيى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق