الخميس، 11 مايو 2017

قصة قصيرة - لكل شيء نهاية




1:26 AM
تنظر الفتاة من نافذتها وهي نائمة على سريرها، وترى السماء لامعة وبها ألوان غريبة. لا تعرف أن تميزها. هل هي لونها أسود أم أزرق؟ ولكن الأحمر أيضا يطغي عليها، لماذا السماء لونها هكذا في هذه الليلة ؟


دائمًا ما تسأل أسئلة ولا تصل إلى إجابة محددة، فهى تعرف أن عدم الوصول إلى إجابات ليس نهاية العالم، تكمل في طريقها وتبحث أكثر فأكثر، تستمتع بما تفعل، ففي رحلة البحث ضروري أن تكون مقتنع أن هذه الرحلة ليست هي الوحيدة التي توصلك إلى إجاباتك، فمن الممكن أن تظل حياتك كلها تبحث ولا تصل إلى إجاباتك  ...

 هي  تعشق الألوان ، وتشعر بالفرحة عندما تراها، فالألوان  تجعل للحياة معنى، بمجرد أن ترى عينها الألوان ترقص فرحًا، لأن بداخلها ألوان ولكن لا تظهر إلا عندما تراها من الخارج، ولا تظهر كثيرًا..  ولا تظهر لأى شخص، فهناك ألوان زاهية تجعل عينها بارزة، وهناك ألوان باهتة تجعلها حزينة كلما تراها، وهناك ألوان متداخلة لا تعرف ما مدى تأثيرها عليها، أحيانًا تفرح عندما تراها وأحيانًا تحزن، وتنظر أكثر فأكثر وتشاهد نجوم كثيرة في السماء، وترى نفسها نجمة لامعة وسط  هذه النجوم، ورغم بعدها عن النجوم لكن هي تعشقها وتشعر أنها قريبة منها جدًا، و تنتظر اليوم الذى ستتحول فيه إلى نجمة ساطعة ، التي  كلما يراها الناس يفرحون ويتعجبون من جمالها وتوهجها ويتمنون أن يلمعوا مثلها، ولكن هي نجمة بعيدة شكلها مغري يعجبنا منظرها من الخارج ولكن لا نعرف ماذا يوجد بداخلها؟ هل القرب منها مفرح حقًا؟ ..وعندما ينظرون لها أكثر يرون النجمة  ترقص وسط النجوم كأنها تنشد لحناً خفيًا هي وحدها تعرفه ...

وفجاءة تقف الفتاة وترقص هي الأخرى، كأنها هي والنجمة اللامعة رفقاء منذ زمن بعيد. لا أحد يفهم ذلك غيرهم، ويميلان مع بعضهما الآخر، وتبدأ الفتاة تميل ناحية اليمين وهى ناظرة إلى السماء ومندهشة من أن النجمة تتمايل أيضًا ناحية اليمين، وكأن هناك موسيقى تعزف في الخلفية وهما يتمايلان على تلك الموسيقى، وظلتا هكذا إلى أن بدأ النور يظهر، يرقصان مع بعضهما الآخر ويفعلان أشياء غريبة لا يعرفها غيرهم ، وعندما بدأت النجمة تختفى، أدركت الفتاة تمام الإدراك أن لكل شيء نهاية .. ولكن استمرت الفتاة في الرقص حتى اختفت النجمة تمامًا واختفى اللمعان داخل الفتاة!

تم الإعداد بواسطة/ سمية محمود


هناك تعليق واحد: