الخميس، 18 مايو 2017

قصة قصيرة - من أجلهم




صديقي العزيز
أحكي لك الآن عن حديث النفس الذي يحوي أفكار من شأنها أن تحيي القلوب، وتنير العقل، وأخرى تغتال الروح بسلبيتها التي تحمل الحزن والغضب.
كالعادة بدأت يومها بإعداد الفطور، ثم أنهمكت في الأعمال المنزلية بعد إنصرافهم، شعرت بالدوار فجلست بعض الوقت، فأخذها التفكير
لقد أرهقني العمل، قدماي تؤلماني وظهري يكاد يصرخ من الألم، وتذكرت شعوري سابقًا حين كنت أقوم بمثل هذه الأعمال وأكثر، فأما الآن أتعب بسرعة ولا أتحمل، كنت سعيدة حقًا بتلبيتي لهم ولأعمالهم، تروي قلبي ابتسامتهم، وتنهيدة أحدهم حين أرفع عنه عناء عمل خاص به تبهجني، وبكاء طفلي الأصغر عندما تعثر ووقع أهرول عليه أحتويه بحضني، وزوجي العزيز حين يكون في غرفة المكتب يقوم بإنجاز بعض الاعمال أقوم بصنع بعض من الحلوى وكوب من الشاي بكل سعادة، وفتاتي الوسطى تحب تناول العصير وهي تدرس تجده جاهزًا دائمًا، وابني البكر يأتي بأصدقائه للعب كرة السلة في باحة المنزل وطلباتهم لاتنتهي.
ينتهي يومي وجسدي منهك، اليوم أنا حزينة حقًا فقد مرت أعوام على هذا المنوال، ولم يأبه أحد قط لم أفعل ذلك!! ولا أري أي شكر أوامتنان أبدًا؟
عندها ذهبت لزيارة والدي ومكثت لديه أسبوعًا، قلت في نفسي حتمًا سيشتاقون لي ولن تمر أيامهم على خير لأني لست موجودة فأنا صاحبة المهام المتعددة
لم يحدث كما ظننت ولم يؤثر غيابي كثيرًا ولاحتى قليلًا، قد مرت أيامهم، لم يتوقف زوجي عن الذهاب للعمل وابنتي تدرس كعادتها، وابني أقام مباراة وفاز بها
ماذا! هل أضعت عمري من أجلهم هباء!
أجهدي وصبري وآلام جسدي ذهبت سدى!
والأهم نفسي التي ذابت بهم ولم يعد لها وجود!
لم أحب قط أن اقوم بأمر لنفسي حتى أستثمر الوقت لهم، أعطيتهم أثمن مايعطى، أعطيتهم الحب!
وفي محاوله لاستعادة النسخة الأصلية مني، نظرت بداخلي من أنا ولم أفعل ذلك؟
ماذا أريد من الحياة ؟ ماذا أحب ؟!
زرت أحلامي ،وأزحت التراب عنها وجدت أحلامًا عظيمة ومخططات رائعة، قرأتها من دفتري القديم وتعجبت كل العجب فقد نالني الغيظ ،فكلها في النهايه تعود بطريقه او بأخرى لهم!
ذبت كما يذوب االسكر بالماء لا أستطيع أن أنفصل أبدًا
عندما كنت أفرح كان لهم، وحين أحلم أيضًا لهم، حتى عندما أمسك قلمي وأطلق العنان لأفكاري كان لهم، وربما الآن أكتب ما بداخلي لهم!
أردت فقط أن أشعر أني في المسار الصحيح، أترك أثرًا في حياة أسرتي  وياله من أثر عظيم، تُبني الأمم من أشخاص ساعيين للخير، أردت صنع أولئك الأشخاص الناجحين من خلال الحب والعطاء!

أردت فقط الشكر!


إعداد/ صفية محمد

هناك تعليق واحد: