ذاك الوجه العابر...
ابتسامة خاطفة...
وجه غريب تعثرنا به
صدفة، في طريقنا لمكان ما لم نكن ننوى الذهاب إليه مسبقًا!
تُقابلُنا وجوه لا
أظن أننا نحتفظ بملامحها جيدًا، ولكن لم يغب عن ذاكرتنا مطلقًا ما شعرنا به حين
رأيناها!
فربما كان أحدهم في
مزاج سئ، وحينما يصادف ذاك الوجه بتلك الابتسامة يتغير كل شئ..
ولحسن حظك لو كان ضمن
الوجوه المارة طفل صغير، رُسمت البراءة على وجهه بالفطرة، وكأنها خُلقت لتداري
عيوب الزمان، ولتشعرك بأن كل ما حولك بقدر نقائه، وأن كل القلوب طيبة والجميع يُضمر
لك الخير.
فلمسة واحدة من يده
الصغيرة، قادرة على قلب مزاجك كليًا.
كدعوة صادقة، قد تكون
امرأة ساعدتها لتعبر الطريق، أو رجلًا يكبرك عمرًا حملت له حقائبه أو دللته على
وجهته، أو كصديق مراسلة تصلك ابتسامته عبر رسائله الإلكترونية، وإن لم تره من قبل
ولكن قد تلاقت أرواحكما وتشابهت، وكأنكما صداقة دهر.
أو رسالة من صديق
كتبها لك بدون مناسبة، فقط ليجعل ثغرك يبتسم..
أو كحبات مطر تساقطت
في طقسٍ قاس، و كأنها جاءت لتربت على قلوبنا المنهكة أولًا قبل أجسادنا.
جميعنا تُصادفنا تلك
المواقف، و كأن الله وضعها بطريقنا لتهون علينا مشاق الحياة، قد يراها البعض بيطة،
ولكن يكمن بداخلها جميل الإحساس و الإنسانية.
تلك هى معينات الله
لنا لتكملة المسير، وعلينا أن نمجدها وندرك جيدًا سبب حدوثها بالتحديد في تلك
اللحظة.
فإنها الرحمة الإلهية
لقلوبنا الشريدة، التي لا تقوى على مواجهة الحياة بقلب خافت.
وهناك العديد من تلك
اللحظات العابرة، التي لطالما احتوتنا بدفءٍ وعذوبة، وكانت قادرة على الوصول بنا
إلى تلك التنهيدة الطويلة التي تأتي بعد عناء، لتخبرنا بأن كل شئ على ما يرام، وأن
هناك دائمًا منفذ في زاوية صغيرة في ذلك الجزء من العالم، حتمًا ستجد فيه مخرجك.
فتلك المواقف العابرة
تعيد إزهار قلوبنا من جديد، فلا تبخل بابتسامتك أو معروف قد تراه بسيطًا، فأنت لا
تعلم ربما كان سببًا في إزهار قلب أحدهم.
تبسم..
اصنع معروفًا بدون
مقابل..
قم بمساعدة محتاج..
أو شارك طفلًا صغيرًا
في اللعب..
فقط.. إغرس ورودًا في
صدور من ترى، فحتمًا تلك الورود ستزهر في قلبك أولًا.
إعداد/ هند مرزوق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق