الأحد، 7 مايو 2017

خاطرة - مناجاة




جاءت أختي إلى البيت، وكانت قد وضعت مولودًا جديدًا، فإذا بالبيت امتلأ بالزائرين ليهنئوا، ويتمنوا الخير له ولوالدته، فإذا بي أتحرك هنا وهناك، أفتح باب المنزل وأقوم بضيافة الحضور وألبي طلب للرضيع، أعمال منزلية لاتنتهي!

 في تلك اللحظة زارني شعور الغربة، أناس كثر ولكني لا أجد من يؤنسني، جلست في ركن آخر المنزل؛ أراقب الجميع، وأنظر للسماء وأناجي ربي: هل عصيتك بذنب عظيم حتى لم تستجب!

 إلهي اغفر لي زلات لساني، فإني قد اشتقت إليك ولأنسي بجوارك، فهل بإمكاني أن أقدم قربانًا لأبرهن عن شوقي وعجزي وندمي ورغبتي في العودة إليك، فإني لا أجد فيها حياة، فهل لي أن أقدم قربانًا لتعلم إني في أشد الحاجة لنورك، يا إلهي يروادني شعور يقتلني، يقتلني في كل لحظة وفي كل حين، يغتال ما بقي مني من النور الذي به أدعوك الآن أنك لن تغفر لي، لأني استكملت عدد مرات غفرانك، وقد أغلق الباب في وجهي، وإني قد بلغت نهاية الطريق إليك، وبقيت في الظلام، أرمق من بعيد نور مشع، وكلما حاولت المضي قدمًا، شئ ما يجذبني للخلف!

 أهو الذنب الذي لم يغفر، أأنت لا تريدني يا مولاي؟ فإنك كل ما أملك، وإذا ما ملكت معيتك ماذا أريد!

قد ملكت الدنيا والآخرة بك حينها، أهيم بشعور معيتك وقلبي تملأه الراحة حين يتذكر رحمتك التي كانت تتنزل عليه، فالقلب لا ينسى أبدًا حبيبه، حبيبه وسيده ومولاه الموجود دائما، فحين أناديه أجده في الحال وحين أشتاق إليه أهرول لسماع كلامهقرأنه-، ويكون كنزول المطر على رجل في الصحراء، ومن شدة فرحته بالماء ينسى ألم العطش والجوع والحر، ينسى ألم العجز والضعف والخوف، فقط ينظر للسماء ويبتسم من فرحته برحمة حبيبه، ويسجد شكرًا للخالق، للخالق الذي لم يوجدنا للعذاب، هكذا أنا حين أسمع كلام الله أنسى حزني وذنوبي التي طالما أوجعتني، ويطيب خاطري، وأتلذذ بحديث الرحمن لي، أجل فهو أنزل القرءان لي.

وفي هيامي بحبيبي يوقظني ذنب قد اقترفته، فهل سيغفر؟! أخاف وأرتعب من أن أطرد من رحمة الله حقًا!

إلهي أريد العودة حقًا، فقد نالت مني المعاصي، أرجوك رجاء الخائف المرتقب الرضا والإذن منك، أنا نادم كل الندم، أنتظر منك الجواب فأنا ها هنا أمام الباب لن أبرح مكاني، فأنا قد اعتدت رحمتك ورفقك بي، لن أعود خالي الوفاض، فسائر جسدي ينتظر الجواب من قلبي، فقد جعلوه رسولًا لهذه المهمة، قالوا اذهب، أنت فقط من سيجد الإجابة لأنه يترك بك نوى، نوى يسقى حين تذهب لتسأل الله العفو، وينبت حين تأخذ العفو، ويزهر النبت حين تعمل صالحًا، ويقوي عوده حين تأتي بأعمال صالحة.
وفي لحظات انتظاري أغفو وأحلم برحمتك تلك التي هونت علي ذلك الأمر، وفلان الذي أرسلته لي، ومال قد رزقتني به، قد زاد الشوق يامولاي فإني ها هنا مازلت أطلب العفو.  

تم الإعداد بواسطة/ صفية محمد

هناك تعليق واحد: