الخميس، 3 مايو 2018

رسائل - رسائل إلى الكائنة في علم الغيب






أيا كائنةً في علم الغيب، إليك مني تحيةٍ موصولةٍ بسلامٍ دائمٍ لا ينقطع، وإن انقطعت دونه أنفاسي، هل يا تري وصلتك رسالتي التي أرسلتها لك آنفًا مع الملاك المُوكل ببريد عالم الأرواح، أم أنها ضاعت في غياهب جُب الفراغ، قد طالت غيبتك هذه المرة، لا أدري ما سر هذا الحجاب الذي ضُرب عليك فلا أتمكن من الوصول، وصرت أقضي الليالي في ذاك المكان حيث كنا نجلس سويًا نتسامر ونتحدث في أمور لا يفهمها سوانا، كم اشتقت إلى تلك اللحظات التي أتلو عليك فيها قصائدي فتبتسمين ابتسامة تضئ طريق الأرواح الصاعدة في دروب العشق لتهتدي إلى أشباهها من الأرواح.

لم أعد أهرع إلى تلك البوابة التي تدلفني إلى عالم الأرواح، حيث نلتقي على أريكة الحب فنتسامر بعفوية رائعة، فمذ حُجبتي عني أصبح ذاك العالم شاقًا علي، لكني أُرغم أحيانا على الدخول فيه حين يعجز جسدي البشري عن مواصلة العمل، فأذهب عنوةً إلي تلك الأريكة نفسها، أتحدث هناك مع الأرواح التائهة مثلي عنك، وأخبرهم عن روحك التي خلقت من حياء خالص، وقلبك الذي هو أرق من النسيم إذا سرى، وعقلك الفطن الذي أعجز عقول الورى.

لقد اشتاقوا هم أيضا إلى رؤيتك من فرط حديثي عنك، ذاك الحديث المستمر الذي أضرم في غابة قلبي المملوءة بالحشائش نارًا، التهمت حشائش الكراهية والبغض والحقد، وصار قلبي جنة مبذورة ببذور الحب والرحمة والسماحة، بذورًا ما زالت تترقب قطرات المطر التي تفيض من سحاب روحك لتضرب أغصانها في فضاء العالم المحسوس؛ فتحنو على المتعبين وتظلل قلوبهم بأغصان العشق اللا منتهي.


       
إبداع الكاتب\  أحمد الشنتوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق