الأحد، 21 مايو 2017

خاطرة - من أنت؟


من أنت أيها الكئيب المحاصر بالخراب من حولك؟ لماذا تترك نفسك وسط كل هذه القذارة؟ ألا ترى النور الذى يدخل إليك؟ماذا تنتظر؟نهاية العالم !!

لا أدري ما الذى يعجبك في ذلك المكان؟ أوجودك في مكان مثل ذلك يريحك؟ أعرف أن العالم الخارجي مليء بالنجاسة أكثر من ذلك المكان، والأشخاص متعبون لا تعرف لهم كتالوج، يوم معك وعشرة ضدك، ولكن يا صديقي علينا أن  نحاول تغيير ذلك الواقع، أتدري ما دمت موجود في ذلك المكان فإنك لا ترى غيره، خروجك هو الحل، اخرج من ذلك المكان واترك  الخراب الذى عشش في نفسك، ودعنا نجرب حظنا معًا و نعافر، ربما نصل إلى ما نريد... التجربة تعلم كثيرًا، فقديمًا قال لي صديق: الفرصة لا تأتي كثيرًا فجرب حظك وخض التجارب ولا تخف، فالتجارب وحدها هي من تعلمنا، حتى لو كنا نمشي في طريق خطأ، سوف نتعلم من كل طريق نخوضه، ومن كل موقف يمر علينا..

أتعرف يا رفيقي، كثيرًا ما أفكر لماذا أوجدنا الله في حياة بعضنا البعض في هذه اللحظة؟
بحثت عن إجابة ولكن بدون أى جدوى.
وعرفت بعدها أننا رسل في حياة بعضنا البعض، وجودنا هنا لرسالة معينة، أقدمها لك وينتهي دوري، ويأتي بعدها دور رسول آخر ...هيا بنا نمشي سويا ..

انظر حولك فإن التغيير ينتظرك، انظر إلى النور الذي يأتي من بعيد، اتركه يظهر وجهك المنطفئ، لا تترك نفسك يتملك منها الإحباط، فالتغيير سنة الكون، التغيير سنة الأميبا والطحالب، وكل الشعوب من مملكة الفطريات إلى مملكة بذرة الكتان، التغيير ليس له مكان، التغيير ممكن أن يكون بالطول، ممكن أن يكون بالعرض، التغيير لا حدود له.
 ولكن الذى يفرق بيننا هو السعي يا رفيقى، أحيانًا يكون طريقنا مظلم ولا نعرف له نهاية ومليء بالتوهان والخيبات، ولكننا نسعى لنعرف نهايته، ولو كان الطريق خاطئ فإننا نسلك طريقًا آخر، فنحن موجودون في هذا العالم لنتعلم، وأنت لك تأثير في هذا العالم يا عزيزي لا تتخلى عنه.

لماذا تعشق الظلام؟ هل تريد أن تعرف من أنت؟ هل الإجابة ستفرق  معك؟ هل تغير منك في شيء، لا أعرف ولكن  ما أعرفه أنك ستبقى أنت أيها الرفيق الكئيب في مكانك لا تريد التغيير إلا إذا رأيت نفسك من داخلها، ورأيت النور فيها، انظر في مرأة نفسك، و إبحث عن نفسك داخلها، ابحث عن الحب والتسامح وكل المشاعر التي  سوف تدرك بها ذاتك أولًا، بعد ذلك سوف ترى صورتك بشكل اوضح، ووقتها سوف تعرف من أنت؟


إعداد/ سمية محمود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق