السبت، 5 مايو 2018

خاطرة - خياران أحلاهما مر





"كيف أخبر صديقي المقرب أني أحبه وبشدة؟!"

منذ يومين وجدت تلك الرسالة ضمن رسائل كثيرة لم أفتحها، لا أعلم ما الذي جذبني نحوها، ولكن على أي حال فتحتها.. طريقتها لعرض السؤال استفزت فضولي في الحقيقة..

كان محتوي الرسالة كالآتي :

"نحن أصدقاء لما يقارب العشر سنوات، عرفته عن طريق  أصدقاء مشتركين، يكبرني بعام واحد فقط ، وتلك دوما حجته السخيفة لقول "بس يا طفلة".. وسيم للغاية، راق وعيناه زرقاء كالبحر، لا بالأصح البحر هو ما يشبه عينيه، مرح ويمكنه إضافة روح لأي مكان يذهب إليه، خلوق ويخجل كثيرًا من النظر داخل عيني، وإن أصابني خطب ما أجده أول الناس بجواري، للحق هو دائمًا هنا مهما تشاجرنا، مهما كثرت تقلبات مزاج كل منا، مهما حدث هو لا يترك يدي أبدًا

يحدثني كل يوم،يخلق الأحاديث، ومهما كثرت انشغالاته يضع لي جانبًا ساعة من يومه يسمع فيها سخافاتي ويسمعني سخافاته، يسألني "ما بك   رغم أنني ظاهريًا بخير، ولكنه يعرفني من طريقة مراسلتي له، يشعر بارتياح أحرفي إن أخبرني "اشتقت لك" ويرى غيرتي إن قص علي شيئًا عن صديقته فلانة، يضحك على ذلك كثيرًا ثم  يخصني بكل شيء، يخبرني أنه يحب الزهور، فأغار، ولا أعلم كيف يتعامل مع غيرتي هكذا كأنها شيء عادي،ألم يلاحظ  يا تُري؟!
ورغم ذلك يضحك ثم يقول لي
"إنتي الزهرة الوحيدة اللي في حياتي يا ستي"
ألا يعتبر ذلك غزلًا؟!، ألا يختص العاشق حبيبته بذلك!
أة كم أنا غبية آنستي، أخبرت هذا الأحمق أكثر من مرة بأكثر من طريقة أنني أحبه وهو دائما يردد
"إنتي زي أختي"..
ولكن كيف ذلك؟! كيف يمكنه السؤال عني هكذا بشكل يومي، الاهتمام بي، الوقوف بجانبي، مساندتي دوما، ثم يقول تلك الجملة السخيفة
اختنقت ،يقتلني التعبير في كل مرة.. ليتني أستطيع الصراخ عليه قائلة:

"لا أريد صداقتك،ولا أخوتك تلك!  أود أن تذاب بيننا الحدود، أن يمكنني قول كل شيء داخلي لك، دون خوف من أن تسيء فهمي.." للحق آنستي لطالما أردته أن يسيء فهمي

احترت في أمر هذا الغبي، الذي يرى غضبي وغيرتي وشوقي وتلهفي لسماع أخباره شيئًا عاديًا، يضع كل هذا العشق تحت بند سخيف يسمي الصداقة!
منذ متى توجد بين الرجل والمرأة علاقة تشبه علاقتنا تلك وسميت صداقة؟!
ماذا أفعل؟!
.....

بعدما قرأت رسالتها، ارتسمت علي وجهي ملامح مشاعر غريبة، أحاسيس هاجرتني منذ زمن، وعادت لي الآن، تلك الرسالة لم تكن استغاثة بي لنجدتها، بل انقاذ منها لما تبقي داخلي من ذكريات..
أخذت نفسًا عميقًا، وأرسلت لها بحروف واثقة في ذاتها حد الارتباك
"صغيرتي الجميلة، أنت أخبرته بالفعل انك تحبينه، لذا أرى أنه لا داع من سؤالك ولكني دعيني أقول
أن قوله لك يا "طفلة"، واهتمامه بك ليس في حد ذاته اعتراف بالعشق لأنه عاد لينقض المعاهدة بقوله "إنتي زي أختي".. الرجال أذكياء للغاية، أنصحك بالابتعاد عنه  لفترة وإن عاد يسألك "لم ابتعدت؟" اخبريه الأمر بشكل أوضح من ذلك ولكن تحملي عواقب الفعل"

تلك كانت أكثر الرسائل التي اهتم قلبي بها  بل تنهدت بعدها قائلة
"آه صغيرتي باتت شجاعة، الاعتراف بالعشق من أمرنا نحن النساء.."


 إبداع الكاتبة\ ياسمين محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق