قصة قصيرة - حديث منتصف الليل

"إنها الثانية عشر في منتصف الليل"

"هذا الحديث لا يمت للواقع بصلة، وإنما هي مجرد أفكار كثيرة داخل رأسي لا تنتهي أبدًا.. إنه مجرد حديث مع نفسي، حديث مع كثرة تكراره لا أعرف متى بدأ، إنه حديث لا أصل إلى نهايته أبدًا."

 - ها نحن هنا، ماذا حدث اليوم!! كالمعتاد ظل صديقاتك يقللن من شأنكِ، وأنتِ كالبلهاء لا تدافعين عن نفسك.

 = لقد اخبرتكِ سابقًا أنه لا يمكنني الرد عليهم.

-  أعطني سببًا منطقيًا لذلك.

=  أخبرتكِ أيضًا أن هذا ليس من شأنكِ.

-  ماذا تقولين أنتِ؟ أنا نفسكِ يا فتاة.. أنتِ فقط لا تريدين الاعتراف انكِ سلبية، مجرد فتاة سلبية لا تستطيع أن تدافع عن نفسها، لكي لا تخسر من حولها، لكنها تتركهم يقللون من عملها وأفكارها وبما تؤمن به، هذه ليست سلبية فقط ولكنها ازدواجية أيضًا.. دائمًا تقول أنها تؤمن بما تفعله ولكنها ليست مؤمنة بذاتها حتى..

=  وبما أنكِ نفسي، فأنتِ أيضًا سلبية مثلي.. إنكِ فقط تعاتبينني على أفعالي ولكنكِ لا تتخذين خطوة أبدًا.

-  هذا أقصى ما عندكِ، أن تحاولي بكل جهد أن تختبئي خلف هذه الأقاويل.. إنني أعاتبكِ فقط لكن إذا انتبهتي جيدًا، سوف تجدين أن كل ما تقولينه مجرد وهم.

أنا بالفعل أُحاول أن أُساعدكِ وأتخد خطوة، ولكن دائمًا سلبيتكِ تفسد كل شيء.. دائمًا تغطي على خطواتي التي أخطوها من أجلكِ لكي تكوني إنسانة أفضل.

أتتذكرين عندما كتبتي على صفحتكِ الشخصية أنكِ معجبة بجملة "لا يضيع الدنيا الذين مع أو الذين ضد.. لكن يضيعها المتفرجون" وقولتي أن هذه الجملة تحمل الكثير من المعاني والأفكار، وقولتي أنكِ تكرهين السلبية بشدة.. إذا كنتِ لا تتذكرين، فأنا أتذكر جيدًا ماذا كان يدور بداخلك..

أعلم أنكِ تتمنين أن تزول عنكِ السلبية، ولكنكِ لا تفعلين شيئًا قط. أتعلمين؟! أنتِ المتفرجون الذين يضيعون الدنيا بحماقتهم وسلبيتهم وازدواجيتهم فى أفعالهم وأقوالهم، ولكنكِ تكابرين وتحاولين دائمًا أن تخفي ذلك.. أنتِ تهتفي كثيرًا بأنكِ تريدين التغيير، وتسعيّ دائمًا، لكنكِ لا تفعلين شيئًا مما تهتفي به يا فتاة.. لكنني لن اسمح لكِ أن تظلي هكذا، وسأحاول كثيرًا معكِ.. لن أفقد الأمل، تصبحين على خير.

" هدوء تام فى الغرفة.. انتهى الحديث اليوم، لكنه سيبدأ مرة أخرى غدًا، وبعد الغد، وفي كل يوم، وفي كل وقت.. ما دمنا مُتفرجين لا نستطيع السعي والتغيير."

إعداد/شيم يوسف.