الاثنين، 3 أبريل 2017

مقال - إنسان



"ذا إمبوسيبل" أو "المستحيل" هو فيلم درامي يستند على قصة حقيقية لحادثة وقعت في عام 2004 إثر زلزال تسونامي المدمر في المحيط الهندي الذى ضرب جنوب شرق آسيا، الفيلم من إنتاج 2012 بطولة "نعومي واتس"  و"إيوان مكريغور"، ومن إخراج "خوان أنطونيو بايونا".

حصل الفيلم والممثلون على العديد من الجوائز، كجائزة جويا لأفضل مخرج، وجائزة أفضل إدارة إنتاج، وأفضل مونتاج، وأفضل مؤثرات صوتية. والجدير بالذكر هو ترشح "نعومي" بطلة الفيلم في مهرجان "كان" الأوروبي لجائزتي الأوسكار والغولدن غلوب.

أثار اهتمامي في الفيلم مشهد يجمع بين الأم ماريا وابنها لوكاس، بعد تمكنهم من تفادي بضع موجات سوداء أثارتها الكارثة، و قضت تقريبًا على كل شيء، حيث فقدا كل إشارة قد تدلهم على مصير بقية الأسرة، وهم الأب "هنري" وولديه "توماس وسايمون"، هل لازالوا على قيد الحياة أم لا!

"(صوت بكاء طفل)

ماريا: انتظر يا لوكاس، هل سمعت ذلك الصوت ؟

لوكاس: لا شيء يمكننا فعله، لقد أوشكنا على الوصول إلى تلك الشجرة، يجب أن نؤمّن ملجأ لنا. لو جاءت موجة أخرى حتمًا سنموت! يجب أن نصعد على تلك الشجرة يا أمي، الآن وبسرعة.

ماريا تنادي على الطفل وتسأله أن يخبرهما بموقعه!

لوكاس: أمي انظري إلى نفسك تنزفين! نحن من نحتاج إلى المساعدة هنا، لا يمكننا إنقاذه..

ماريا: لوكاس اسمعني، ماذا لو كان ذلك الطفل هو سايمون أو توماس؟؟ ماذا لو هما بحاجة للمساعدة؟؟ سنتمنى أن يتواجد أحد ما ليساعدهما..

لوكاس: سايمون وتوماس ماتوا بالفعل!! نحن لا نعرف عنهم أي شيء، وهل تظنين أنهما قادرين على تفادي ما واجهناه منذ قليل؟!!

سكتت ماريا في ذهول عدة ثوان، لكنها أمسكت بكتفي لوكاس بحنان قائلة: حتى ولو كان هذا هو آخر شيء نفعله..

وذهبا ليبحثا عن ذلك الطفل.."

"ماريا" كأي أم تخاف بشدة على ولدها، ربما أول شيء قد تفكر فيه هو إرساله إلى مأوى آمن، وبعدها تقرر أن تبحث عن ذلك الطفل، أو ترسل إليه من لديه القدرة على مساعدته، لكنها وبكل شجاعة تتبعت أمومتها وغريزتها، فقررت البحث عن ذلك الطفل ومصارحة فلذة كبدها بما تتمحور حوله إنسانية البشر، أو أن القدرة التي لديه ليقدمها اليوم، ستتمثل في شخص ما لتقديمها إليه عندما يحتاجها لإنقاذ نفسه، أو لإنقاذ كل من أهمه أمرهم، ولكن هناك غاية أسمى سعت إليها ماريا، وهي (فعل الصواب) ولو أيقنت أن ذلك سيكون آخر شيء تمنحه لحياتها!

مما أيقظ عملاقًا في قلب "لوكاس"، وبدلًا من تخويفه، فقد حدثه عن القيمة الحقيقية لحياته وما تمليه عليه إنسانيته..

وفي مشهد آخر بعد أن وصلا إلى مشفى قريب، قدم لماريا العناية الطبية اللازمة، وبينما هما شاردان في كل ما أصاب أسرتهما، أشارت ماريا إلى لوكاس ليبدأ في الاستماع إلى ما يقوله ذلك العملاق بداخله..

مما دفع "لوكاس" لمحاولة تقديم المساعدة إلى ضحايا الكارثة الآخرين لإيجاد بقية أفراد أسرهم. بدأ في أخذ أسماء المفقودين والبحث عنهم في كل مكان في المشفى، ونجح بالفعل في إيجاد الكثير منهم، وكانت تلك أولى خطواته تجاه إنسانيته التي ساهمت في إعادة ربط أحبال النجاة، والتي قادت أب إلى ابنه وطفل إلى أسرته و أخيرًا والده إلى شقيقيه..


دائمًا ما تكون المسافة كافية لقفزة عملاق بداخلك إلى قمة جبل الإنسانية الآمن..      

اجعل فقط قفزته قوية..

دائمًا ما كان الوقت كافيًا لمساعدة نوح في بناء سفينته..

دائمًا ما كان الوقت كافيًا لتوجيه أشرعة الخير لإنقاذ البشرية بل الإنسانية..

هناك دائمًا وقتًا كافيًا لكل شيء..

عليك فقط أن (تبدأ) في فعل الصواب..

إعداد/ ندى أحمد عبدالمعطي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق