الأحد، 27 أغسطس 2017

خاطرة - تفاصيل




أتفقد هاتفي ولا أجد ما أفعله، أتفحص رسائلي الالكترونية حيث لا جديد؛ لا رسائل ولا شيء يستحق الرد أو بالأحرى لا يوجد من يهتم لأمري
أفكر في فتح معرض الصور ولكن تخونني أصابعي متراجعة! ما الذي أفعله فلا يوجد من الذكريات ما يستحق أن أراه. فقط وجوه متشابهة وملامح زائفة يكسوها النفاق؛ فجميعهم يبستمون في الصور، ولكن من منهم بجانبي الآن؟!
فأتراجع وأفكر في أن أنفس عن كبتي هذا ببعض الكلمات على  (Facebook)... فيخطر بمخيلتي بعض من الأقرباء المتطفلين يتسائلون في فرح عما أمر به -وكأنهم يهتمون لأمري- وتتوالي الغمزات والهمزات واللمزات، حينها أقرر أن أعرض عن تلك الفكرة .
ويستمر الحال هكذا فأجوب في هاتفي، وأتنقل وقد سئمت كل شيء، حتى اهتديت لمفكرتي الإلكترونية التي لطالما حوت العديد من أسراري، فشعرت بأنه لا بأس في أن أشاركها سرًا جديدًا وأضيف لها بعض السطور...
وانتهيت من تلك السطور الباهتة ودفنتها بجانب أخرى لم تُقرأ بعد، ولن يَقرأهم أحد.
ودفنت رأسي في وسادتي أفكر...هل من خلاص ؟!
لقد بهتت ألواني فجأة!
وأصبحت سمائي ملبدة بالغيوم
تقل دعابة روحي.. وتتواري ابتساماتي تدريجياً!
وحدها حروق قلبي شاهدة على ما أعانيه من صراعات... وحدها الدمعة المترقرقة في عيني التي دائمًا ما تأبى الخروج، لتستقر في الأجفان فتؤرقها وتعيقها عن رؤية مباهج الحياة!
 خارت عزائمي ولا أقوى علي المزيد من الخيبات...أحاول إعادة هيمنة قلبي المبعثر الأجزاء، لن أتحمل ضربات جديدة... أتمني لو أنني في مكان ناءٍ عن البشر، فيه أكون وحيدة بأحزاني متكفلة بها، وتتكفل هي بي.
حينها اكتفي،
ولا حاجة لاستقبال المزيد! 
فكل ما يؤرقني هو وجودي بجانبهم، وحزني غالبًا إما بسبب عدم قدرتهم على إسعادي أو عدم قدرتي!  فكلانا في حالة عجز عن إيفاء الآخر حقه.. فلقد سئمت  حقًا شعور الأيدي المكتوفة.
سئمت العجز الماثل أمامي في عدم مقدرتي على إسعاد نفسي.. فلماذا لا تكون سعيدة؟!.. فهي تستحق السعادة.. أحيانًا أمعن التفكير بها فأشعر بغصة في قلبي.. يالتعاسة هذه النفس!
لأنها سكنت جسدي! ولكن كل هذا لن يجدي نفعًا... فما هو علاج النفس الجامحة أحلامها؟!
لابد لي من إكرامها لقد رأت ما يكفيها معي
فأغفري لي، وشدي بأذري لأرجعك لحالات زهورك وتفتحك
فهذا لا يليق بك فلطالما كنتِ نفسٌ براقة مزهرة!Description: https://ssl.gstatic.com/ui/v1/icons/mail/images/cleardot.gif


إبداع الكاتبة\ هند مرزوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق