الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

خاطرة - الحُب المًنتظر


هناك لحظات جميلة عابرة
حتى وإن كانت قصيرة..
تأتي دون ترتيب مسبق
خالية من الانتظار تبقى ولا تُنسى أبدًا، تُسمى "صدفة"..
يُحكى أنه كان لفتاة ما أحلام تنتظر حدوثها.. ولكن في كل خطاها كانت تقابل سقوط الحاء ويٌترك لها الباقي من الكلمة وهى " آلام"
حين يأتى دور الأفعال تتفاجأ ببدء الانسحابات من حولها
عاشت ورأت أشياء مرعبة من صنع البشر.. تتخطى قدرتها على الاستيعاب..
كانت دائمًا تصمت حين يحتاج الوضع لبث الكلام
أخذت تصمت وتصمت وتصمت .. حتى خرست أبجديتها!
وفي يوم ما!
نظر إليها أحدهم.. كما لو كانت أفضل من في العالم..
شعرت وكأنها بقيت زمنًا طويلًا.. تنتظر طلته من خلال النافذة، تتحرى قدومه وأعطتها النوافذ مفتاحها فبدأت بالاستنشاق..
تمنت أنه لم يكن كالفرح يمر عابرًا ويختفي
أرادته كالحزن ماكث معها للأبد
علمت أنه الحب..!
فالحب لا يأتى إلا وانت فارغ تمامًا من التفكير به.. ثم يسكن قلبك.. فيزاحمك.. فيحولك إلى كتلة مشاعر قابلة للعيش أو الموت لأى سبب كان !!
معه كانت لصباها نضارة تضج فوق أعمارها قرونًا..
كلما نقص زاد الحياة وهو معها لم تشك.. فكيف ذلك وهو زاد الحياة كلها؟!
كانت وردة لا بأس بها.. ولأول مرة شردت تفكر كيف تزيد الورد حسنًا ؟!
وكان القلب يهتف: "بأن يُهدى إليه"..
كأن الورد قبل لقاءه كان كالغصن وأبى الإزهار إلا في يديه!..
كثيرًا ما صدته، فى حين يتواجد بدمها أشواق له تفوق لهيب الجمر..
تُخفي هواه وخافقها يتلهف إن قالت يومًا: "لا أحبك"
فترعاها في غاية الحب التي لا توصف!!
منذ رؤيته بدت تتهاتف النسمات من حولها قائلة: "لا تموتي على شرفات الكآبة.. فكل لون على شفتيك احتفال"!
وكأنه أتى بمبادرة صلح مع زمانها..
كانت ذابلة الورد من قسوة الساقي.. والآن ترعرع غصنها على ارتواء العشق..
ورودها كانوا ظامئات لقياه، وإن ظامئى الحب ليس لهم من ارتواء
 تعلمت أن الحب بحد ذاته وصل، وأجمل الوصل بعد عناء..
نظرت إليه .. وما بال العيون إذا تحدثت بلغاتها ، قالت مقالًا لم يُقله خطيب!!
هو فاتن قلبها لدرجة أن العطر الذي ذاق دفء قربه بكى على الأيام التي قضاها داخل الزجاجة!
قالت له: أنت أعمى وانا صماء وبكماء.. إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر ..
الناس أصناف.. صنف عابر وصنف مسافر.. وهو في قلبها مثل وطن باق لا يغادر ..
أيقنت أنه ما بين الحين والآخر تحتاج لتكون مثل فصل الخريف.. تدع كل ما يؤلمها يتساقط من داخلها لتفسح المجال لربيع قادم.. فكأن مياة أمطرت على صحراء قلبها فأصبحت الأرض البور منبتة من الزهر محلاه


إبداع الكاتبة \ هاجر أحمد إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق