السبت، 4 فبراير 2017

رحلة التعلم (1-5): أهمية التعلم



بمجرد أن نبلغ سن الثالثة نجد والدينا يخبرونا هذه ألف، وهذه لام، اكتب الأرقام. نكبر قليلًا ونجد أنفسنا في المدرسة مطالبين بالمذاكرة والانتباه كي ننجح. وتدور الأيام هكذا ونحن ندعو الله بأن تنتهي الدراسة كي نستريح. نتساءل في تأفف وما أهمية هذا التعليم!

لذا دعنا نخبرك الآن لماذا علينا أن نتعلم.

تخيل أنك تعيش بعالم لا تفقه فيه شيئًا، أي أنك لا تعرف الحساب فلا تعرف كيف تشتري، لا تعرف من العلوم شيئًا فتشرب ماء البحر، تخيل أنك لم تتعلم من تجربة أحد، وأنك تُركت في هذا العالم العالِم كل شيء، وأنت فقط لا تدري، ماذا ستشعر؟

إن التعلم هو وسيلتنا للبقاء على وجه الحياة، أن نتعلم كيف نصنع مستقبلًا لنا ولغيرنا. 

ليس الإنسان فقط هو الكائن الوحيد الذي يتعلم، فالطيور تتعلم، الحيوانات، أدق الكائنات تتعلم كي تواصل المعيشة.

لكن دعنا نخبرك أيضًا أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي بنى المدارس ووضع المناهج ليعلم الآخرين، كي ينقل العلم كاملًا للعالم أجمع. لكنه أثناء ذلك أصبح في بعض الأحيان، الكائن الوحيد الذي يرغم غيره من الآدميين على التعلم من أجل النجاح، دون معرفة أهمية ذلك. 

إن التعلم من أجل النجاح شيء مهم، لكن ذلك يتوقف على تعريف النجاح، فالنجاح في الحصول على الشهادة دون النجاح في تحصيل المعلومات، لا يعد الهدف الأساسي من التعلم. وبالتالي، في بعض الأحيان قد لا يعد نجاحًا من الأساس.

إن الهدف الأساسي من التعلم هو المعرفة، ومحاولة تطبيق هذه المعرفة في شتى جوانب الحياة، فتتعلم من تجارب الماضي وتصنع تجارب المستقبل، تتعلم من تاريخ الماضي وتبني القواعد كي تتجنب الخطأ وتصنع الصواب. تتعلم من أفكار من سبقوا فلا تعيد اختراع العجلة، بل تصنع الجديد.

يمكننا أن نكتب في مقال مكون من ملايين الكلمات عن أهمية التعلم. لكننا أبدًا لن نستطيع أن نخبرك بأهميته بالنسبة لك. فانظر حولك وحدد أين تكون، وحدد ما هي أهميته بالنسبة لك، وإلى أين تريده أن يأخذك.

الآن بدأت رحلتنا مع التعلم، وسوف نعود لنصحبك مرةً أخرى  خلال الأيام القادمة، وسنبدأ حديثنا عن كيفية التعلم.