الثلاثاء، 14 فبراير 2017

خاطرة - أثر الكلمة (رسائل من القرآن)


"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)" سورة الصف. 
عندما كنت صغيرة أخبرتني أمي عن قوة الكلمة، حينها لم أفهم جيدًا ماذا تقصد بذلك.
ولكن عندما كبرت قليلًا بدأت أدرك الأمر، وأرى كيف أن للكلمة تأثير السحر، عليّ وعلى من حولي، فعندما كان يخبرني المعلم بأنني طالبة فاشلة، أجدني أبكي في حضن أمي متأثرة، وحقًا أفشل في تلك المادة. في حين عندما يخبرني معلم آخر أني طالبة مجتهدة، وسأصبح شيئًا يومًا ما، أتحول إلى طاقة مهولة، ولا أتوقف عن ترك مادته فقط لأثبت له أن ظنه بي كان صائبًا.
يضع الله البعض منّا في أماكن، حيث تحدث الكلمة تأثيرًا كبيرًا، ولهذا يجب أن يكون كلامنا متطابقًا مع ما نفعل، فلا تحدثني عن الصدق وعظمته وأنت تكذب كثيرًا.
لا تخبرني عن تأثير الكلمة، وأنت تجرح جميع من حولك بكلامك .
عندما أختار الله عز وجل رسله، كان يختار أناسًا يليقون بحمل الرسالة، وخير مثال على ذلك رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يلقب بالصادق الأمين، وكان خير الخلق فاختاره الله رسولًا، فأصبحت رسالته التي يدعو الناس إليها موازية لأفعاله، فنال تصديقًا ممن حوله.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
"إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة, وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم."
وذلك أيضًا حديث من رسولنا الكريم، يؤكد فيه على أثر الكلمة، وكيف يمكن لكلمة أن ترفعك عند الله درجات، وكلمة أخرى تهوي بسببها في النار، فقط لأنك لم تلق لها بالًا.
عندما تقل كلمة، يجب أن تدرك مدى تأثيرها على من هو أمامك، حتى لو على سبيل المزاح .
وأيضًا يجب أن نراعي الطريقة التي نتكلم بها، فيمكنك أن تقول كلامًا جيدًا، ولكن الطريقة مؤلمة، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
إن أردنا أن نحدث التغيير الذي نحلم به، يجب علينا أن نجعل من أفعالنا إمامًا لأنفسنا ومن ثم إمامًا للناس.

إعداد/ فاطمة أسامة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق