الأربعاء، 15 فبراير 2017

خاطرة - كبرياء امرأة



أنا أحببتك بجنون، رغم أنك ابتعدت. هل كانت لديك أدنى فكرة كيف هو حالي؟ ألم تتسائل يومًا: ترى ألازلت أضحك كما كنت معي؟ وأصدقائي، ومساحيق الجمال، وعصفور الكناريا الذي أهديتني إياه، واللحن الجميل على موسيقى كانت من اختيارك، بها أستنشق عبير الحياة. قطعًا لا تدري أي شيء عن كل ذلك، أتصفح الإنترنت الذي بات الطريقة الوحيدة التي بها أعرف عن أخبارك بضع أشياء، فأراك تستمتع بوقتك، غير آبه بما سببته لروحي من آلام، فأحزن وأضم وسادتي جهرًا، وتنهار من عيني شلالات الدموع، تطرق أمي الباب لتسأل مابك؟ فأجيبها: الشتاء القارس، أصاب جسدي بالخمول.

آتي بالذنب على الطقس البارد، ولكن قلبك كان أبرد شعورًا منه، فالشتاء يحن في النهار بشمس دافئة، وأنت جميع أحوالك متجمدة!.

أتعلم أن البعد يجعلنا أقسى؟ ومن ابتعد أولًا سيصاب باللعنة لا محالة، أصبحت يا أبعد قريب شخصًا بلا هوية، مجردًا من الرحمة، أتطفل من بعدك على جدران المنازل القديمة وأضمها، فيسألون متعجبين: أتضمين يا بنيتي الجدار؟ فأبتسم بأعين متلألأة وأقول: ما وجدت الحنان في القلوب النابضة.

أنا لو كنت أعرف أن حبك سيؤدي بروحى للسراب، ولو كنت أحسب حسابًا لآهات الليالي، ماكنت سأحبك بكل قوتي، وما كنت لأبني علي عينيك آمالي، فخاب بك ظني، وكسر من خذلانك جناحي، اليوم مات نبضي، وتقشفت أحلامي، ها أنا حبيبي أخبرك أني أتنفس من جراحي، فهل يا وجعي تطيب لك ندباتي؟

أتعجب منك كثيرًا، أراك تكتب بقوة موجعة: هي لا تأخذ من تفكيري شيئًا.

وحين أراك تحتضنني عيناك بنفس القوة، أخبرني أهذه اضطرابات البعد أم أنا من أتوهم؟

لنتفق أنني اليوم ضعيفة، وغدًا ربما أتصنع القوة. لكن ثق بأن بعد هذا الغد، ستولد أنثى ستكفر بحبك وبك!
إعداد/ ياسمين محمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق