الخميس، 2 فبراير 2017

مقال - لنجعله عامًا مثمرًا


علينا أن نقدس الحدود الزمنية الفاصلة، ليس لشيء سوى لأنها تعطينا الفرصة للوقوف والتفكير فيما مضى وفيما هو آت. والآن، وبينما نحن بصدد استقبال عامًا جديدًا، فنحن بصدد الوقوف أمام حد من حدود الزمن الفاصلة، والتي تعطينا تلك الفرصة الذهبية بإعادة النظر في تلك الخطوات التي خطوناها، وكذلك لإعادة هيكلة تلك الخطوات التي نحن بصدد سيرها.. لذا فلنجعله عامًا مثمرًا.


أهمية الخطة.

ولعل اعظم ما يعيقنا عن الإحساس بأهمية التوقف عند الحدود الزمنية الفاصلة، هو تقيدنا بأحداث الماضي وسيطرتها علينا. وفيما يخص الماضي، فهناك طريقان، أو بالأحرى نظرتان، فيمكنك أن تختار بين أن تنظر للماضي نظرة (التجميلي)، الذي ما يفتأ يبحث عن كافة المستحضرات التي حري بها أن تخفي آثار ما تحدثه الحياة، والذي قد يفني عمره كله وهو لم يجد بعد ذلك المستحضر السحري، وما أن يدرك عدم وجوده حتى يدرك قيمة الوقت الذى أضاعه. أو لديك نظرة (التاجر) ذاك التفكير الموضوعي، الذي تؤول كل الاحداث بالنسبة له إلى خانتين، إما مكسب أو خسارة، فبعد ذلك التصنيف يمكنه حساب مجريات الأمور والانتباه لإصلاح تلك الأخطاء التي أدت إلى الخسارة، فخططه دائمًا جاهزة، ليس لإصلاح الماضي، وإنما لتفادي نفس الأخطاء في المستقبل.

وإن خير ما نستقبل به عامًا جديدًا هو خطة واضحة، بها تحديد لخطواتنا التي نريد أن نسير عليها واثقين من أنفسنا من خلالها، والأفضل أن تكون تلك الخطة حقيقة مكتوبة، وليست خطة مجازية، أو مجرد وعود نقطعها على أنفسنا؛ وذلك حتى تكون بمثابة مرجع يمكن العودة إليه في أوقات التقييم، كما سنوضح لاحقا.

العوامل التي تؤثر على الخطة.

وقبل أن نبدأ بكتابة الخطة، علينا التعرف على عدة عوامل من شأنها التأثير على كتابة الخطة، وعلى طريقة تنفيذها كذلك، وهي كالآتي:

1- المرونة: إن إهمال عامل المرونة في كتابة الخطة يجعلنا نضيع الكثير من الوقت في محاولة إيجاد البدائل، وكذلك فإن الجمود قد يصيبنا بالإحساس بالإخفاق، إذا وجدنا أنفسنا نقف أمام خطوة لم تُحقق، لذلك عند وضع خطوة يجب حساب احتمال التعثر في تحقيقها، فيكون هناك البديل الذي ينقذ الخطة من التقصير.

2- الانفصال او التتابع: عند كتابة الخطة، يجب علينا أن نلاحظ أن خطواتنا قد تتصف بالتتابع، فنرى أن كل خطوة تترتب على ما تسبقها وتكملها، أو قد تكون خطواتنا منفصلة، يخدم كل منها هدف مختلف من أهداف حياتنا. فإذا كانت الخطوات متتابعة فيجب مراعاة ترتيبها، وإن كانت الخطوات منفصلة، يجب مراعاة توزيع الوقت بين خطوات كل هدف على حدة.

3- المنطقية: قد تأخذنا الأحلام بتحقيق كل ما نريده بعيدًا، فنهمل منطقية الخطوات الجدية التي نريد أن نخطوها، فينتهي بنا الأمر أمام مجموعة من الخيالات التي لا يمكن تحقيقها، مما قد يصيبنا بالإحباط والإحساس بالفشل. ولا دخل لعامل المنطقية بمسألة الطموح، فليس هناك سقف أو حد لوضع الطموحات، لكن لتحويل تلك الطموحات إلى واقع، فيجب مراعاة المنطقية، لنسير نحو تحقيقها بخطى واثقة.

كتابة الخطة.

والآن لنبدأ بكتابة خطة عامنا الجديد.. ولن نضع هنا نموذجًا لكتابة الخطة؛ فعلى اختلاف شخصياتنا تختلف طرق حياتنا، وتختلف طرقنا في تحقيق أحلامنا، إنما سنوضح بعض الخطوات التي يمكننا اتّباعها من أجل وضع خطة مثمرة النتائج.

أولًا: حدد أين أنت الآن، فأن تعرف أين يكون موقعك من الكون، سيجعلك تتفادى صياغة خطوات قد يكون من شأنها إرجاعك إلى الوراء.

ثانيًا: حدد موعدًا لإنجاز كل خطوة. إن أخطر ما قد نقع به هو أن نترك الوقت مفتوحًا أمامنا لإنهاء مهامنا، الأمر الذي سيقودنا لا محالة إلى التسويف وعدم الإنجاز.

ثالثًا: قم بتقسيم كل هدف إلى خطوات صغيرة لا تتعدى مدة إنجازها الأسبوعين على سبيل المثال، واجعل كل الخطوات مترابطة ولا يفصلها زمن بعيد.

رابعًا: ضع قائمة بالموارد التي ستحتاج إليها لتنفيذ خطتك، فإن ذلك من شأنه أن يضع أمامك المزيد من الخطوات.

خامسًا: حدد أولوياتك حسب أهمية التنفيذ، فأن تسير في كل الطرق في آن واحد، سيخلق داخلك تشتت قد تدرك حدوثه متأخرًا.

سادسًا وأخيرًا: قم بتقييم ذاتك كل فترة، وتلك الفترة تقدر حسب خطتك واختيارك لطريقة تنفيذها، وتقع أهمية تقدير الذات في الإدراك الدائم لصحة سير الخطة.

إن الخطوات السابقة ما هي إلا دليل إرشادي يمكنك الاستعانة به، لكن وضعك لخطتك الخاصة به كامل الحرية، فلا أحد يستطيع تقدير الطريقة التي تريد أن تصل بها إلى أحلامك سواك. احرص على أن تكون الخطة طريقًا ممهدًا تسيره حتى تحقق عامًا مثمرًا، ستتمكن في نهايته من عرض تقدمك الحقيقي في حياتك خلاله، وستتمكن من احتساب أوقاته في خانة الأرباح.

المقال من إعداد: دنيا يحيى