الأربعاء، 15 فبراير 2017

خاطرة - هُن



تضيع أحرفي في الحديث عنهن، فالحب لديهن يتمثل في (اهتمام)، لو بعثرنا التراب وفتشنا الأرض لن نجد كذلك الاهتمام، تلمع وتنتشر في سمائهن تفاصيل ملامسة خطانا خارج عالم لربما اعتدنا عليه، إلى آخر لم نعتد عليه، تنتشر التفاصيل كخفق العطر، كما اهتزاز الغصون وتفتح الزهور وكرفرفة جناحيّ الطير.

تحاوطن من أجلنا الآمال والأحلام التي لطالما سعينا إليها باحتضانات خفية، تمكننا في البعد من تقفي أثرها والوصول، نلتقط احتواءً يضم حلمًا من بين آلاف الاحتواءات الأمومية المسافرة؛ محتضنةً طيات السحاب متمسكةً بقطرات المطر، فنصبح بوصولها مثيرين للاهتمام.

وقبل أن تتحول بعض الأحلام إلى كوابيس، تسري وتدوي أصوات تنبؤاتهن الجدية العجيبة، فينتشلن أيدينا من قيود الأحلام الزائفة. لطالما ظننا أننا سنبني مملكة خرافية بتلك الأحلام، والتي كادت أن تتحول باندفاعنا إلى مصيدة أشواك.

لا أدري كم من رسالة أود إرسالها إليكِ يا أمي، أحب كثيرًا كل شئ تتلامس يداك في إعداده من أجلي، أشتاق إليكِ في كل ثانية تمر وأنا بعيدة، أرغب في كل يوم أن أقابلكِ، أن أسمعكِ تتحدثين، كما تفعلين عادة مع الأهل والأحباب، يسعدني كثيرًا رؤيتكِ وأنتِ مفعمة بالحيوية، تَضحكين وتُضحكين، ترسمين في أوراقكِ أو على أيدي الصغار، أو على يديكِ حين تملين، أحب طاقة الحب التي تصل للآخرين باختلاف أعمارهم، أحب نفسك الرضية وطريقتك في الحديث عن والديكِ وشعور الامتنان الذي لديكِ، أحب وأحب وأحب...

فلنبعث برسائل لهن (رسالة بريدية، رسالة هاتفية، أو دعاء يصلهن بالاستجابة...). لا يهم اختلاف الطرق، لكن الأمر جديًا يستحق.
إلى "هن"...

إعداد/ ندى أحمد عبدالمعطي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق