الأربعاء، 8 فبراير 2017

خاطرة - مع الله



اللحظات الجميلة يرتب لحدوثها الله، مهما رتبت لموعد لقاء، وامتلأ قلبك بالشغف، ربما لن يحدث. فالله يأتي بالمفاجأة، بالنشوى التي على حق، يسعدك بتحقيق شيء دعوت له منذ سنين وسهوت عنه، ولكن الله أمهله لوقته المناسب.

تفارق حبيب ويبعد الزمن بينك وبين الأصدقاء، وتظن أنه غدى "ألا تلاقي" وتبتئس، ومن ثم في أقل من ثانية تقابلهم، لا تدر متى وكيف؟ وما هذه السرعة؟ ولكن روحك تبتسم داخلك، فهي تدري أن الله لم ينساها، النوى يجبرنا على كل شيء، على الرحيل، على الصمت، ويضعنا في صراع بين ما يريده القلب، وبين كرامة العقل.

"والله".. الله وحده يبيح لوجعك الحضن الفسيح فتشتاق، وتبكي، وتدعو، وتعاتب، وتغضب، وتصفو بين يديه حين الدعاء، فمن أكثر حنانًا عليك من ربك؟

إن أتتك تلك اللحظة، حاول بكل جهدك استغلالها.

احتضن هؤلاء الذين فارقتهم بشدة، تحدث معهم لأطول فترة ممكنة، تمهل حين السلام عليهم، علك تغذي اشتياق وجدانك برائحتهم العطرة. وتمهل أيضًا حين تقول "وداعًا"، ولا تخجل وتتسارع بإبعاد عينيك عن من تحب، فالحب النقي لا بأس إن أطلق للنور فلا داع للخجل، واطيل النظر حتى تتذكر ملامحهم جيدًا، فعلك لا تدر بعد كم سنة أخرى ستعاد تلك اللحظة، دونها في ذاكرتك، فإن أصيب العقل بالزهايمر، فذاكرة القلب باقية لا تفنى، وتأكد أن الله يسمع أنينك، وحده يشعر بوجعك، ويأتيك بالخير مهما طال الوقت.

إعداد: ياسمين محمد.