مقال - أنت البطل

في خطاب استلامه للأوسكار يحكي ماثيو ماكونوهاي Matthew Mcconaughey أن أحدهم سأله عندما كان في الخامسة عشر من عمره "من هو بطلك؟"، تلعثم الولد الصغير ولم يدر بماذا يجيب، ثم بعد تفكير رد بتحد أن بطله هو ماثيو نفسه بعد عشرة أعوام، مرت السنوات وأصبح ماثيو في الخامسة والعشرين فسأله نفس الشخص مرة أخرى "هل أصبحت بطلًا الآن؟" ليرد "لا طبعًا، لم أقترب من هذا حتى! لكنني سأحاول أن أصبح بطلًا في الخامسة والثلاثين." وهكذا ظل حتى هذه اللحظة يحاول أن يصبح هذا البطل.

يسألنا الكثيرون من مثلك الأعلى؟ بمن تحب أن تقتدي؟ و حتمًا لدى كلًا منا إجابة تختلف عن الآخر، ولكننا يجب أن نعرف أننا لن نصبح أبدًا هؤلاء الأشخاص! ربما يمكننا الاقتداء بهم والاحتفاظ بما نحب منهم، لكنهم في النهاية هم ليسوا أنت ولن تصبح أنت هم أبدًا. خلقنا الله مختلفين في طباعنا وخلقنا وأخلاقنا، وأعطى كلًا منا ما يميزه عن الآخر، لنحقق جميعًا في النهاية هدفنا من عمارة هذه الأرض.

عندما قال ماثيو أنه سيصبح بطلًا خلال عشر سنوات، وضع نفسه أمام تحد صعب، لقد وضع لنفسه شخصية مثالية إلى حد ما، وقام بتوظيف كل يوم ليقترب أكثر من تلك الشخصية. إن رحلة تغيير النفس وترويضها ليست بالسهلة أبدَا، سنخسر فيها أشياء، أشخاص وعادات ولكننا سنكسب حتمًا احترامنا لأنفسنا وحبنا لمن نكون. عندما تريد التوقف عن شئ ما أو بدأ عادة جديدة، ربما تشعر بالخوف، الانعزال أو الوحدة، ولكن بعض الطرق قد يجب عليك عبورها وحيدًا.

لذا هيا نحاول الآن الوصول إلى هذا البطل الذي يقبع في داخلنا:

الخطوة الأولي "اعرف من أنت"

تحدث إلي نفسك وصارحها، من أنت؟ ماذا تريد من هذه الحياة؟ ماذا تحب وماذا تكره؟ ما هي نقاط ضعفك ونقاط قوتك؟ ما الذي تستطيع فعله؟ وما الذي تريد أن تستطيع فعله في المستقبل؟ إن الحديث الصريح مع النفس هو بداية الطريق لتغييرها.

الخطوة الثانية "ما مواصفات بطلك؟"

لكل بطل مواصفات معينة لا يمكن الاستغناء عنها، كالشجاعة والرحمة والقوة وما إلى ذلك. قم بتدوين تلك المواصفات وزد عليها ما تريد أنت أن يكون مميزًا لبطلك.

أنت الآن تعرف ما يجب عليك إضافته لصفاتك، وما يجب عليك طرحه خارج حياتك.

الخطوة الثالثة "ضع أهدافك"

كما يهدف "بو" في فيلم kung fu panda لإنقاذ الصين من الأشرار، عليك أنت أيضًا وضع أهداف لحياتك. قد تكون الأهداف قصيرة المدى كالتفوق في العام الدراسي الحالي أو قراءة عدد من الكتب هذا الشهر، وقد تكون طويلة المدى كالوصول للجنة وما أعظمه من هدف.

الخطوة الرابعة "اصنع بيئة ايجابية"

اجعل ما حولك أداة لمساعدتك وليس تعطيلك. قم بتنظيم غرفتك، ابتعد عن المشتتات، حاوط نفسك بأشخاص إيجابيين وابتعد عن المحبطين والمتهكمين.

الخطوة الخامسة "راجع نفسك"

بعد كل فترة محددة وضعتها لتحقيق هدف ما، عليك مراجعة نفسك لتعرف إلى أين وصلت، وما مدى اقترابك للهدف. لا تقسو على نفسك كثيرًا إذا لم تحقق ما أردت، فالإقلاع عن عادة سيئة أو بدأ عادة جديدة يأخذ وقتًا، حيث أن عقلنا وجسدنا بطبعه يخافان الجديد غير المعتاد ويرفضونه، وربما يتطلب الأمر عدد من النكسات والسقطات في الطريق، ولكن مع الإصرار سيتحقق في النهاية.

مع ختام المقال، اعلم أن الهدف منه أن تصنع لنفسك تحدي، ومهما كانت نتيجته ستكون قد اقتربت خطوة واحدة نحو من تريد أن تكون، نحو شخص أفضل تفتخر به أمام نفسك وأمام الله، لتقول في يوم ما "أنا بطل حياتي".

إعداد/ مريم الخطيب.