الاثنين، 17 يوليو 2017

مقال - هل من حقنا أن ننعتهم بالكفر

نتيجة بحث الصور عن كافر

كثيرًا ما تقع على أذهاننا هذه الكلمة المنفرة وقع الصاعقة، التي تزلزل كياننا وتجعلنا نشعر باضطراب داخلي، يحدث تصدعًا في مملكة القلب الداخلية، هذا الاضطراب يترتب عليه عواقب شتى، فهناك مباني تُهدم، وهناك مباني تتصدع فقط، فما يتصدع يمكن ترميمه، أما ما يُهدم لا يمكن إعاده بناءه، لأن قوانين البناء البشريه تعجز عن بناء إنسان جديد!!..
الكفر هو شيء يقع فيه العالم بأسره، سواء على المعنى الديني أم على المعنى اللغوي، ففي جانب الدين كل البشر عند بعضهم كفار، فالمؤمن بعقيدة الإسلام كافر بما سواها، والمؤمن بأي عقيدة غير الإسلام كافر بعقيدة الإسلام، وهكذا فالكل كافر بالنسبة للآخر .
ولكن سنسلط الضوء في هذا المقال على الكفر بالمعنى الاسلامي، فما هو الكفر في حقيقته؟ وهل كل من لم يدخل في دين الإسلام من حقنا أن ننعته بالكفر؟.
في الحقيقه أن الكفر لا يكون ولا يتحقق الا إزاء قضية معينة، بمعني انه من نحكم عليه بالكفر لا بد  أن يكون قد وصل إليه أولًا دين الإسلام وقضية الإيمان، فكفر بها ولم يذعن لها إيمانًا، حينها نحكم عليه بالكفر، أما من لم تصل إليه قضية الإيمان فلن يكون هناك معنى إذا وصمناه بالكفر، لأنه سيطرح مباشرة عليك السؤال البديهي كافر بماذا؟ وحينها لن تجد جوابًا إلا أن تفسر له قضية الإيمان.
وهنا سيطرح أحد القراء السؤال البديهي إن الاسلام قد شمل كل من على وجه البسيطة ولا يوجد مكان لم يصل إليه الإسلام.
ونحن سنتماشى مع هذا الفرض الجدلي، ونفترض بالفعل أن الإسلام قد وصل إلى جميع أنحاء الكرة الارضية، هل من حقنا إذا أن ننعت كل من لم يؤمن بأنه كافر؟
سيكون الجواب نعم، ولكن بشرط واحد: أن يكون ما وصل إلى هؤلاء الناس هو الإسلام حقًا.

إن الإسلام لا يترجم عن نفسه، ولكن نحن من نترجم عنه، وترجمتنا عنه متوقفة على فهمنا له، فلو ترجمنا للناس الإسلام على أنه ما يدّعيه داعش من قتل بلا رحمة للأبرياء أصحاب الملة  الواحدة، الذين يصدعون بلا إله الا الله، فإن الإسلام حينها لم يصل بعد إلى جميع من هم على سطح الأرض، لأنه لو كان الإسلام كذلك فأنا أول الكافرين بدين يدعو إلى الوحشية والقتل وممارسة الفواحش، وعندها ليس من حقنا ان ننعت أحدًا بالكفر، إلا حينما نوصل إليه الدين كما أراد الله.
إن هذه الصورة المشوشة للإسلام في عقول غير المسلمين هي من تدفعهم إلى النفور منه والصد عنه، فلا يعقل أن يدخل المرء في دين لا يعرف أتباعه غير الاختلاف والاقتتال وتكفير بعضهم بعض، والدعوه المزرية إلى الانحطاط والتأخر الحضاري ..

إن الإسلام قد وصل إلى بلاد الهند عن طريق التجار، لأنهم ترجموا عن الدين ترجمة حسنة قبلها المجتمع فجزاهم الله عنا خير، أما نحن فلا يحق لنا أن ننعت أحد بالكفر، لأن ما نعرضه للناس عن الإسلام يدعو حقًا إلى الكفر.

إعداد\ أحمد الشنطوري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق