الجمعة، 21 يوليو 2017

ومضاتٌ أخرى من الحلم

لماذا يجعلنا الظلام نشعور بالخوف؟ ولماذا يأتي النور حاملًا معه الأمان؟ أجدني أتساءل حول هذا الأمر دائمًا، لا أشعر بمشكلة في الوضع الاعتيادي، حتى أنني -كالبقية- أحب النوم في الظلام الدامس، ولا أجد في ذاتي أي خوف وقتها. لكن عندما أتعرض لموقف مع الظلام، يتسلل شعور الخوف إلى داخلي. مع الوقت أدركت أن الأزمة الحقيقية في الإجبار، أن أتعرض إلى الظلام مجبرًا، فيصاحبه الخوف. وأسوء أنواع هذا الظلام، هو الظلام الداخلي، أن تجد ذاتك مجبرةً تمامًا على أن تحيا في الظلام، فيأتي الخوف كرفيقٍ يؤمن أنه وجد مكانه الصحيح.

تزامن مع تساؤلي هذا، تفكّر في مسألة هامة جدًا، لماذا يقترن مجيء الدين في القرآن بأنه يخرج الناس من الظلمات إلى النور؟ لماذا لم يكن النص يقول أنه يخرجهم من الكفر إلى الإيمان؟ لماذا اختيار الظلمات والنور؟

أظن أنني عندما وصلت إلى إجابة سؤالي في السطور الأولى، لم أمنع نفسي من الابتسام، فالدين أو الرسل لم يقتصر دورهما أبدًا على تحوّل الناس من حالة الكفر إلى حالة الإيمان، بل ارتبط الأمر بتحول البشر من حالة الظلام الداخلي، إلى النور. لتأتي الحكمة الإلهية في انسياب الطمأنينة إلى الداخل بالدين، فتقضي على الخوف.

منذ فترة طويلة ونحن ندرك بأننا نعيش في ظلامٍ دامس، وزمن الأنبياء الذين يبعثهم الله بالوحي الإلهي قد انتهى، فأصبحت مهمة الخروج من الظلام إلى النور هي مسئوليتنا الشخصية، علينا أن نفعل ذلك، وإلا فلنجلس سويًا لنلعن الظلام.

أعادني هذا إلى سنوات ثلاث مضت، يوم أن قررنا أن نبدأ في حلم الدوشة، كنا نرى أن هناك ظلامًا، وعلينا أن نجتازه، لا نريد أن ننهيه تمامًا، وإن كنّا سنظل نسعى إلى ذلك دائمًا، لكننا أردنا في المقام الأول أن نشعل لأنفسنا عودًا من الكبريت يمكنه أن يقودنا في الظلام، حتى نخرج إلى النور.

الآن، تتراكم الصعوبات فوق عاتقنا، مشاكل لا تنتهي، وفي كل يومٍ يأتيني قرار التوقف مائة مرة، وفي كل مرةٍ يخرج صوتٌ من داخلي ليقول: "سيظل هذا الحلم حيًا دائمًا، ليشهد علينا وعلى أحلامنا ومحاولاتنا البسيطة في هذا العالم، لن نتوقف أبدًا، وسنظل نواجه كل الصعوبات، نحاول التغلّب عليها مهما بدت مستحيلة."

إلى هذا الصوت بداخلي، لن نتوقف أبدًا يا صديقي، ووجودك كومضاتٍ أخرى من الحلم، تؤكد لي أننا سوف نصل، سيظل وجودنا ومحاولاتنا طريق نسير عليه نحو أهدافنا، وسننجح في النهاية في خلقِ العالم الذي نؤمن به، فإن لم يحدث ذلك، فعلى الأقل، سيتكون هذا العالم في داخلنا نحن. شكرًا لك يا صديقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق