الثلاثاء، 11 يوليو 2017

خاطرة - السكر مر للغاية


عرض IMG_٢٠١٧٠٥٠٩_٠٠٥٢٠٠_١٢١.JPG


"غصب نتحمله مو طيب،مهما نصد ونتحاشي.."
هكذا سمعت بلقيس تنشد بوجع، وتذكرت كل شيء، هذا ال " كل شيء" ،الذي ظننته سيبقى للأبد، وأخذت أسرح بخيالي كثيرًا، كيف مضى؟، أو كيف بغبائي ظننته لن يمضي؟،

الحب النقي ، بكل تفاصيله البسيطة، البراءة الجمة التي تحتويه والضحكات التي كانت كفيلة بتحرير القدس، والحكايات الرقيقة العذبة، والليالي، والسهر، وأيام الصغر، كل ذاك قد مضى، فلقد كبرنا لنصمت، لنتعلم بإتقان معان الخجل، فهل يمكنني قول "صباح الخير" لذاك الوسيم بتلك الجرأة مرة أخرى؟! وهل أستطيع التجول أمام المنزل مع صديقات الحي بعد صلاة العشاء؟!
 إنها أشياء باتت أشبه بأماني الصغيرات، حين يمر شهاب ما في السماء الصافية، يبتسمن له ويبادرنه بقول ما في صدورهن من جمال، لم أكن أؤمن بأن كل شيء سيمضي لا محالة ما كنت أؤمن أني سأترك ما أحب، وسيتركني من أحب، وحتى لو وُجدت في خيالي عقيدة تعبد ذاك المنطق لكنت بلا شك كفرت بها
 كم مرة دمعت عيني بحرقة، لتذكر موقف ما في سنة ما؟، كم مرة؟!، أنا أعرف جيدًا، كم مرة بل وأحسب التاريخ كل يوم، وأكتب الألفية الجديدة التي كنت أظنها في الماضي شعوذة أو سحر، فهل يوجد بعد ٢٠١٠ سنين؟!، وألفيات جديدة؟!، أو هل ستأتي سنة تجعلني أدرك مرور الوقت وأحسب له كما أحسب اليوم

 يمر في خاطري حين الشرود، مواقف عدة ما أجملها، وما آلمها في التذكر، وقلت هل ياتري تتذكرني الأمكنة كما أتذكرها؟!،هل تستحضرني المواقف؟!،وهل آتي على بال هذا الذي صار غريبا؟!، وتلك الأمسيات التي سهرتها على ضوء القمر هل تعرفني الآن؟!
أم يا ترى شاب المكان، وشابت أطواق اللؤلؤ التي في السماء، وبعد الغريب بقلبه ونفي بعيدا عن الذكريات؟!، هل صارت أيامي السابقة عجوز كهل؟!، وهل باتت أيامي القادمة حفيدة لما سبق، هل يشعر الماضي بي كما أتلذذ بوجع في تذكره.. وجدت الإجابة حين تابعت بلقيس نشواها الملتهبة قائلة: "ياليت الشوق عنده  قلب عشان شوي يحس فينا".


أدركت هنا، أن الحنين لما مضى سم، إن لامس شفاهك ستموت وحدك، أما هو فسيحتفظ بمكوناته، لقد طرحت على القدر أسئلة عدة، ودعوت رب القدر أن أهدى للجواب، فعلمت أن الغريب قد نسي، والأمكنة لازالت تتذكرني، مثلها مثل أيام جميلة سابقة لازالت تتعقبني، بلغت للجواب بعد أعوام مملة ولكني اكتشفت أن الصبر في مره حلاوة، وهل سأتوقف رغم ما عرفته عن الكتابة ؟!، أعتقد لا، الحنين مقرف أحيانا والشوق سخيف لشيء صار باردًا، ولكن هناك لحظات لا يمكن وضعها تحت بنود النسيان؛ إنها كشرك بالله تعالي، والله يغفر جميع الذنوب ماعدا ذاك، والقلب ينسى كل الهموم ماعدا ذاك!

إعداد\ ياسمين محمد

هناك تعليقان (2):

  1. كلما قرأت لها خاطرة أو قل مناوشة للمعاني التي أراها تتناولها في سهولة ويسر كما لو كانت الخواطر والمعاني السماوية الرائقة تهطل عليها كالمطر أو كشذرات العطر فتنشرها على الناس فلا يبرحون إلا وقد غشيتهم المتعة وحفتهم النشوة بما يقرأون تلك هي ابنتنا الأديبة التي ما فتئت تبهرنا بما تخطه أناملها.

    ردحذف
  2. ���� د بجد بسم الله ماشاء الله كلام جميل ربنا يوفقك ومن نجاح لنجاح يا بنت الباشا
    محمد يسرى ماندو

    ردحذف